الابتلاء بمرض الاطفال

ابتلاء العبد في دينه ونفسه

وماله وولده علامة من علامات حب الله للعبد

يقول النبي صلى الله عليه وآله((ان عظم الجزاء مع عظم البلاء,وان الله

تعالى اذا احب قوما ابتلاهم,فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط))

وقال(من يرد الله به خيرا يصب منه)) اي يمتحنه ويبتليه

وعظم البلاء دليل على قوة الايمان كما قال صلى الله عليه واله (اشد

الناس بلاء الانبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالامثل يبتلي المرء على

قدر دينه فان كان في دينه زيادة زيد بلاؤه وان كان في دينه نقص قل

بلاؤه))

وفي حديث آخر (من صفت له الدنيا فإتهمه في دينه)

والصبر على البلاء والمصائب يستوجب صلوات الله ورحمته والفوز بهدايته

قال تعالى ( وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله

وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون))

والصبر ضياء ونور يهدي صاحبه الى اتباع الطريق المستقيم.

ومن اشد الابتلاءات هو الابتلاء بمرض الاطفال

خصوصا المرض المزمن فهذا يستوجب من المبتلى ان يعرف انه قد حصل على حب الله لأن البلاء علامة من علامات حب الله للعبد

ولكن الالم والحسرة التي تكون بالقلب ليست بارادتنا ولكن نستطيع توضيفها في ما يرضي الله لننجح بالامتحان ونفوز بالاختبار

ومن فوائد الابتلاء ان لها حكما عظيمة منها

1- تحقيق العبودية لله رب العالمين

2- كفارة للذنوب

3- حصول الأجر ورفعة الدرجات

4- البلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل

5- الابتلاء يخرج العجب من النفوس ويجعلها أقرب إلى الله . قال الله تعالى : ( وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ )فمعناه اظهار حقائق الناس ومعادنهم . فهناك ناس لا يعرف فضلهم إلا في المحن .

6- ومن حكم هذه الابتلاءات والشدائد : أن الإنسان يميز بين الأصدقاء الحقيقيين وأصدقاء المصلحة

كما قال الشاعر: جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقـي

وما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي

7- الابتلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور

8- الابتلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالصحة والعافية

9- الشوق إلى الجنة

لن تشتاق إلى الجنة إلا إذا ذقت مرارة الدنيا , فكيف تشتاق للجنة وأنت هانئ في الدنيا

فهذه بعض الحكم والمصالح المترتبة على حصول الابتلاء وحكمة الله تعالى أعظم وأجل .

والله تعالى أعلم .

كتبت هذا الموضوع بعدما شاهدت احد اخواتي مبتليه بمرض طفل من اطفالها نسأل الله ان يمن عليه بالشفاء العاجل وان يتولاه برحمته انه ارحم الراحمين

المرض آفة خطيرة تصيب المجتمع فتقوضه من الداخل والمرض مكروه للكبار فما بالك للصغار الذين يحملون البراءة بكل معانيها ونحن لسنا احن عليهم من البارىء عز وجل يروى ان رسول الله (ص) راى دارا تحترق والمرأة تريد ان تقذف نفسها وسط النار لتحمي صغيرها فقال ياقوم ارايتم لهفة هذه الوالدة على ولدها ...الله احن منها على ولدها وفي الدعاء يقول يامن هو احن علي من امي التي ارضعتني يامن اطعمني ورباني ...اسأل الله الشفاء لهذا الطفل ولكل المسلمين بحق هذا الشهر الكريم ...آمين رب العالمين