يبدو إن بعض الدول العربية حين استنفدت مهماتها في العراق وخرجت بخفي حنين توجهت مرة أخرى صوب لبنان هذا البلد العربي الذي يشبه في نسيجه الاجتماعي ما موجود في العراق وحركه بعض الإطراف فيما يعرف بالموالاة لسعد الحريري الطفل المدلل الذي وجد نفسه بعد مقتل والده زعيم سياسي للعرب السنة في لبنان والذي كان في أيام جنازة والده وبعدها بعدة أيام يمتلك ظفيرة على طريقة الشباب الغربي . وتحول بين ليلة وضحاها إلى زعيم للطائفة السنية ونتيجة لقلة خبرته السياسية أصبح جندي شطرنج بيد الثعلب الماكر وليد جنبلاط والذي حاول بالدفع به إلى واجهة المهلكة السياسية حين ادعى إن حزب الله يقيم شبكة من الاتصالات هدفها إنشاء دولة داخل الدولة اللبنانية وضغط على رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والذي أصدر قرارين الأول هو الغاء الشبكة التابعة لحزب الله وقدم مذكرة للامين العام للأمم المتحدة ونحن لا ندري كيف اشتعلت الأمور بين طرفي السلطة من المعارضين الموالين لتدخل العملية السياسية في الحركة المسلحة وتبدأ عملية اشتباكات مسلحة كان كل طرف يحاول إثبات مقدرته العسكرية وثبت إن الدفع الأمريكي وبعض الدول العربية خاصة السعودية ومصر كانت وراء اندلاع الاشتباكات لأنها كانت تدعم توجهات الحكومة لأجل إن يقدم الجيش اللبناني على ضرب المقاومة اللبنانية ويقدم هدية مجانية إلى الكيان الصهيوني على طبق من ذهب لان هذا الكيان رغم الآلة العسكرية والدعائية التي استخدمها في حرب تموز إلا انه فشل في إنجاح مخططه وفشل إذنابه من بعض العملاء العرب وجاءت الفرصة السانحة لضرب المقاومة اللبنانية من خلال افتعال الفتنة المذهبية لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن فدعت مصر إلى اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لأنها عرفت إن فريق الموالاة الذي تدعمه خسر المعركة السياسية وبالتالي إسقاطه سوف يفضح اللعبة القذرة التي لعبتها كل من أمريكا مع مصر والسعودية وان حزب الله يخوض حربا مدعومة من سوريا وإيران وان إيران تحتل لبنان كما هي تحتل جنوب العراق . لكن صوت العقل وضرورة مراجعة النفس يجب إن يعم كل أللبنانين لان القتال والطائفية ليس من مصلحة لبنان بل هي من مصلحة العدو الصهيوني الذي أبدى ارتياحة وفرحة من هذه الاشتباكات المسلحة حتى إن الصحف الإسرائيلية أشارت إلى إن العدو الصهيوني كان يعمل منذ ثلاث سنوات على إيقاد نار الفتنة ونأمل إن ينتبه اللبنانيون لهذا الأمر الخطير لأنهم عانوا على مدى عقدين وان المستفيد من ذلك هو العدو الصهيوني وبعض العرب العملاء الذين يعملون على تأجيج الامورهنا أو هناك .
موضوع: لبنان البلد الجميل والعمل الشنيع 
الأحد 18 مايو - 1:25