لفت نظري البارحة تحقيق في جريدة كربلاء اليوم حول المسلسلات التركية وتأثيرها على ذوق المشاهد العراقي استوقفتني جملة تذكر فيها الكاتبة أن أحد الأسباب التي دفعت بالمشاهد العراقي إلى هكذا نوع من البرامج هو وقت الفراغ عندها رحت أفكر ما المقصود بالفراغ فعلا فراغ الوقت أم فراغ العقل والروح وفراغ التفكير , الفراغ الذي نلجأ إلى ملئه عن طريق متابعة هذا النوع من البرامج
نلقي باللوم على الإعلام ونحمله مسؤولية انتشار هذه البرامج الغير هادفة........
ولكن الحقيقة هي أنه مثلما توجد قنوات تعرض هذه البرامج هناك قنوات معتدلة كثيرة توجه للمشاهد البرامج الثقافية والدينية المميزة التي تغذي العقل والروح معا.
عندما سئلت المتابعين للمسلسلات التركية عن سبب هذا الشغف كانت أجابتهم للهروب من الواقع الذي نعيش فيه كأن هذه المسلسلات كالمخدر والمشاهد كالمدمن الذي يأخذ كل يوم جرعة منه , أي أننا نقوم بتخدير عقولنا وتعطيل أفكارنا و نهرب من واقع الانفجارات والعبوات وأزمات الكهرباء والوقود إلى هذا النوع من البرامج ولكن الحق وكل الحق باعتقادي يقع على الأهل , فإذا وجد الأبناء أن الأب وألام متابعين لهذا النوع من البرامج من غير تنبيه فستصبح هذه المشاهد مشاهد طبيعية بالنسبة لهم .
وهنا يبرز دور منظمات المجتمع المدني فلابد لهذه المنظمات أن تكون فاعلة في
توجيه المواطن لكي يأخذ دوره في النشاطات الاجتماعية والثقافية والى ملاء الفراغ وأقصد فراغ العقل والروح بالأمور الايجابية البناءة وبمحاولة مشاركة الآخرين بأفكارنا وخبراتنا والاستفادة بالمقابل من الفكر الأخر .
فأرجو أن لا نسمح لجهاز التحكم (الرمونت كنترول ) من أن يكون هو المتحكم بما نشاهده ففي النهاية ما هو إلا آلة من صنع الإنسان من غير المعقول أن نكون فقدنا حتى سيطرتنا على ما نشاهده على شاشة التلفزيون بل يجب أن يكون العقل والمنطق هو المحرك الأساس لحياتنا .
وفي النهاية أشكر الاستاذ سميرا لعيداني و وصديقتي العزيزة حواء لتشجيعي على البدء بالكتابة . وأتمنى لهذا المنتدى التطور والاستمرار .