أن( مقولة الانطباع الأول هو الانطباع الأخير) هي من الأقوال التي كنت فعلا مؤمنة بها إلى أن أصدمت بواقع الحياة الاجتماعية المر ,صحيح إن الانطباع الأول مهم في الانفتاح على الأشخاص الذين نلتقي بهم لأول مرة والانشداد إليهم , ولكن يجب أن يبقى هذا الانطباع قيد الاختبار والسيطرة إلى أن يتم التأكد من أن هذه الانطباعات السطحية ألا ولى صحيحة أم خاطئة .
أن ضحايا الانطباع الأول كثيرون وبالنسبة لي كثيرا ما كنت واحدة منهم فضحايا هذا الانطباع هم بالعشرات بل بالمئات ويقعون بفخ المظاهر الخادعة كل دقيقة بل في كل لحظة .....
فبمجرد رؤية شخص ذو وجه حسن , نعتقد أن وراءه قلبا حسنا وسريرة نقية .......
أو ربما بمجرد سماع كلمات عذبة منمقة نحسب أن وراءها نفسا صادقة وشفافة ......
فالحقيقة أن للمخادعين خبرة نفسية جيدة ...... فبمعرفة نقطة ضعف ضحاياهم يتمكنون من اكتساب ثقتهم بسهولة ...... فالأناقة الغالية والابتسامة المشرقة والكلمات التي
يقطر منها الشهد إضافة إلى بعض المواقف الصغيرة كل هذه للتدليل على أن وراءهم نفسا شاعرية ظاهرة غير مخادعة.
أن من الباحثين من يعتقد أن المظهر الخارجي هو المؤثر الأعظم في أكثر المواقف وهم يدعون في أكثر الأحيان إلى الاهتمام بالملابس الأنيقة الغالية والى ثبات النظرة والى مراقبة الحركات والانفعالات .
أعرف إن الحديث عن هذا الموضوع طويل جدا ولا يمكن اختزاله بمقالة آو اثنان ولكن أريد أن الفت النظر في النهاية إلى المخدوعين أيضا لأنهم هم الذين الغوا عقولهم ونفوسهم وقدموها للمحتال على طبق من ذهب ليتمكن بعدها من التحكم بها كما يشاء ويوجهها كما يريد .....
فالبساطة الزائدة والثقة العمياء التي تمنح بسرعة لأشخاص هم أبعد ما يكون عن هذه الثقة ,الجهل , بالإضافة إلى عدم الانتفاع من التجارب السابقة سواء كانت تجارب شخصية أم حدثت مع أناس آخرين كلها تمكن المحتال من بسط هيمنته على العقول والقلوب وتجعله فوق مستوى الشبهات.