أقرب صديقة لأي فتاة هي المرآة تطول وقفتها قبالتها ... تتطلع فيها إلى جمالها ومحاسنها .... تتأمل فيها هندامها وزينتها ...... وتنظر حينا بعين معجبة بنفسها مرة ... وأحيانا بعين ناقدة ...
وحديث المرأة للمرآة لا ينتهي لا في صغر ولا في كبر ... فهي رفيقتها في كل مكان وزمان في البيت وفي حقيبة اليد , بل وفي كل مكان ترى فيه وجهها ولو كان سطحا صقيلا .
أما حديث المرأة للمرأة فأتمنى أن تسمعيه .
فقد لا تكون عيناك واسعتان .... ولكن بإمكانك إن تنظري بهما للكثير من دروس الحياة وعبرها .. وأن تنظري بهما إلى مستقبلك ... وأن تنظري بهما بكل عطف وحنان إلى عائلتك والى من حولك من الناس من الصغار والكبار..... عندها أطلب منك أن تنظري إلى المرآة فسترين أن لديك أجمل عيون على الإطلاق .
وقد لا يكون شعرك مسترسلا وطويلا ,أسود أو أشقر ... ولكنك تحملين فوق رأسك تاجا من الفضائل المرصعة بجواهر العفاف والنبل والصدق والعاطفة ورقة الأحاسيس قد لا تظهر المرآة تاجك المرصع.
وقد يكون حظك من الجمال بسيطا .. ولكن ما تحملينه من ابتسامة ومن روح راقية رقيقة تطغى على ملامحك فسترين حينها أن لديك وجها أخر كله إشراق .
عزيزتي أن لديك جمالا لا تكشفه المرايا ... لكنك سترينه بعيون الناس من حولك . فالابتسامة العذبة الصافية والروح المشرقة الطيبة وجواهر الأخلاق كلها خصال تكسبك جمالا وبهاء وتألقا لا تتحلى بها ولا أجمل امرأة على الإطلاق.
كثيرا ما نصادف في حياتنا فتيات جميلات ولكنهن لا يمتلكن أي جاذبية على الإطلاق , وقد نرى فتيات أقل جمالا ولكنهن يملكن من السحر وجمال الأخلاق و الجاذبية والمزايا الحسنة الشيء الكثير .
فلنتأمل جمالنا الأخر فهو موجود في نفوسنا ولا تستطيع أقوى بل واكبر المرايا بالعالم أن تعكسه لنا فلنحاول أن نجعل عيون من حولنا تقوله لنا فمرايا العيون اصدق .
أن الجمال هو هبة من الله ونعمة تحتاج منا الشكر فلا تنغر الفتاة الجميلة بما أوتيت من حسن فهو ليس من صنع يديها بل منح لها لتشكره وتضيف عليه جمالا أخر أبقى وأفضل .
فيا عزيزتي أن الجمال بساطة و... والنظافة بساطة ..... والاناقة غير المبتذلة بساطة .... والموهبة بساطة....والابداع بساطة.
فالناس قد لا ترى جمالنا الداخلي فتتأثر بالمظهر الخارجي ولكن ما هي إلا فترة حتى يكتشفوا ذلك الجمال الأخاذ. فنحن لا نختار لون عيوننا وبشرتنا وشعورنا .. ولا طول قامتنا .. ولكننا نختار جمال قلوبنا ونفوسنا وأخلاقنا فهو جمال قابل للنمو والتطوير أما الجمال الظاهري فسائر إلى الزوال والاندثار.
فلنبحث عن صفات ومزايا ننفرد بها ولا يمتلكها غيرنا ... ولنحمد الله على صورنا التي خلقنا بها ونطلب منه أن يحسن خُلقنا كما حسن خَلقنا
ولنتذكر عفاف مريم ابنة عمران والسيدة الزهراء عليها السلام , فلا نكتفي بالشكل الجميل ... بل نضيف إليه جوهرا ومضمونا جميلا .