هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فكر بالنجاح........ وكأنه يستحيل عليك الفشل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




فكر بالنجاح........ وكأنه يستحيل عليك الفشل Empty
مُساهمةموضوع: فكر بالنجاح........ وكأنه يستحيل عليك الفشل   فكر بالنجاح........ وكأنه يستحيل عليك الفشل Icon_minitimeالأحد 19 أكتوبر - 0:59

أعزائي أعضاء المنتدى
بدأت في الفترة الأخيرة بقراءة كتاب عوامل النجاح للأستاذ والمفكر هادي المدرسي يذكر فيه موقفا حصل له في الطفولة فيقول:
((كنت في التاسعة من عمري , عندما رميت بنفسي لأول مرة في نهر صغير كان ينبثق من شط الفرات , لم أكن أعرف السباحة من قبل , ولكنني ولسبب ما كنت أعتقد جازما أنني أعرفها جيدا . ويذكر زملائي آنذاك أنني كلما جرى الحديث عن السباحة كنت أقول : أنني أتقنها بشكل ممتاز...
لا
ادري من أين جاءتني فكرة أنني اعرف السباحة ؟ فلعل أصدقائي الذين كانوا يتحدثون عنها هم الذين زرعوها فيَ , من خلال أحاديثهم معي . أو لعل أحلام الطفولة , وحبي العميق للماء( كأي طفل أخر )هو الذي أوحى إلي أنني فعلا أعرف كيف أسبح.
وقبل ذلك لم تكن لي تجربة النزول في الماء ,إلا في بيتنا الذي كان فيه حوض صغير لا يتعدى نصف متر في الطول ومثله في العرض........
وفي ذلك اليوم الحار من أيام الصيف , قطع معلمنا الوحيد الدرس وسمح لنا بأن نعود إلى بيوتنا مبكرا وكعادته حذرنا من التأخير عن العودة إلى أهالينا ..............
في الطريق أقترح احد الزملاء أن نذهب للسباحة في ذلك النهر ... وهو ( وان كان صغيرا بالقياس إلى مصدره ) إلا انه كان كبيرا بالمقدار الذي يحتاج إلى فن السباحة حتما . فأهالي البلدة إنما كانوا يتمتعون بالسباحة فقط في ذلك النهر , ولم يكن هناك أي مسبح صناعي نظرا لعدم الحاجة إليه ......
أتذكر كم كان الشوق إلى الماء يشدني , الأمر الذي دفعني إلى أن اخلع ملابسي الخارجية قبل وصولنا إلى النهر تماما.....
وقفت بشجاعة وبلا خوف أطلاقا عند حافة الجسر فوق سد صناعي بني لتقسيم الماء إلى قسمين , وكنت ممتلئا بالفخر وأنا أرى زملائي كيف ينظرون إلي .
ثم اندفعت إلى أعماق الماء , كانت لحظات وبعدها كنت منخرطا مع الزملاء في المباراة داخل الماء ,وكنت اقطع النهر جيئة وذهابا , وقمنا بالسباق في السرعة أيضا ......
ثم خرجنا , وعدنا إلى بيوتنا .......
كانت وجوهنا الملتحفة بحرارة الصيف تكشف بوضوح عن المكان الذي جئنا منه ........
عندما شاهدتني أمي صرخت قائلة:
- هل ذهبت للسباحة ؟
ثم التفت إلي أبي وكرر السؤال:
- ( هل ذهبت إلى السباحة ؟)
- قلت : نعم....
- فقال كيف تذهب وأنت لا تعرف أن تسبح بعد ؟
- قلت أنا أعرف السباحة
- قال ومتى ( ومتى تعلمتها )
- قلت : لم أتعلمها , ولكنني أعرف السباحة .....
- قال : أين سبحت
- قلت عند بوابة السد ....
- التفت إلي والدي (رحمه الله ) إلى أمي , وهو لا يصدق ذلك وكرر قولي:( عند بوابة السد)
ثم أخذ كل من أمي وأبي يحدثانني عن خطورة الخوض في الماء لمن لا يعرف السباحة وعن الأطفال الذين ماتوا خنقا في النهر ذاته, وأخذا يحمدان الله تعالى أنه أنجاني هذه المرة .... كما عاتب معلمنا الذي تركنا قبل الموعد , وسمح لنا بالخروج من المكتب الذي كان يعلمنا فيه.
في الأيام التالية , كثيرا ما كان يجري الحديث عن مغامرة السباحة التي قمت بها حتى بت أخاف فعلا من الماء .......
وبعد مرور أسبوعين , عندما مررت على النهر , أخذت أفكر في ( الخطأ) الذي ارتكبته حين رميت بنفسي في الماء وأنا لم أجرب من قبل عملية السباحة ........
ودهشت لأنني فعلا سبحت ............
وفقدت ثقتي بنفسي تماما ............
وعندما أخني والدي ( بعد عام من ذلك اليوم) لكي يعلمني السباحة بدأت من الصفر كأني طفل أخر , وكم احتجت إلى تشجيعه , ومساعدته , حتى تعلمت بصعوبة , وبعد عدة أيام , الخطوات الأولى للسباحة....
أما القفز من على الجسر ,فقد أخذ مني شهرين بعد تعلم السباحة حتى قمت به .............
وعندما أعود بذاكرتي إلى تلك الأيام , لا أشك في أن ثقتي بالنجاح , وغياب فكرة الفشل تماما عن شعوري كانت وراء قدرتي على السباحة ................
ولما غاب النجاح وأحتل الفشل مكانه ,عدت إلى نقطة الصفر , وكأني طفل أخر صرت بحاجة إلى من يعلمني السباحة خطوة فخطوة .... وأنا أفكر اليوم في عوامل النجاح في الحياة أتذكر حكايتي نع السباحة , وكيف أن كل من يفكر بالنجاح , ويعمل كأنه ممنوع عليه الفشل سينجح في أعماله ,كما نجحت أنا ذلك اليوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فكر بالنجاح........ وكأنه يستحيل عليك الفشل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الادبية :: قصص و روايات-
انتقل الى: