طبخة اليوم

طبخة اليوم
هاشم العربي

كما أبدع عالم ديزني في صناعة الشخصيات الكارتونية فان خوفنا يبدع في صناعة الطواغيت والجبابرة وهم على أشكال ومستويات عدة ابتدءا من رؤساء الجمهوريات والملوك وانتهاءا بدولة بائع النفط المبجل وكل منهم بارع في زراعة الرعب في قلوبنا وامتصاص دمائنا ولنكن صرحاء مع أنفسنا ولو لمرة واحدة ودعونا لا نتهم إسرائيل هذه المرة ولا نرفع عقيرتنا بالهتافات الاوبراليه ضد الاستعمار ولنشكل لجنة للنزاهة في دواخلنا تبحث في قضايا الفساد الأخلاقي برئاسة العقل المنصف والمنطق الموضوعي المحايد والى أن يصل تقرير هذه اللجنة عبر سلسلة المراجعات الإدارية والى أن يتخطى أزمة المرور وسيطرات الروتين دعونا نستثمر الزمن المهدور في الانتظار اللامجدي في تحضير وجبة محلية شهيه ولا تشغلوا بالكم بأية تكاليف باهظة أو تعقيدات لان صناعة الطواغيت هي بالأصل محلية وموادها الأولية محلية أيضا وطريقة التحضير بسيطة جدا وغير مكلفه وبأمكان أي مواطن واعتمادا على أدواته وإمكانياته المتواضعة أن يصنع دكتاتوراً في مطبخ منزله البسيط مواد هذه الوجبة السكوت والتصفيق والمباركة العشوائية عزيزي المواطن ودعك من البحث خلف الغاز والنفط وعيون الزئبق وغبار الذهب ولا تنقب خلف الرشوة والمحسوبية لا تقل لماذا ولا أين ولا متى لا تتذمر من نوعية الشاي والصابون ولا تقل عنها رديئة لان هذا اتهام صريح لصاحب الجلاله عفوا لصاحب الوكالة الغذائية وهو من العشرة المبشرين بالجنة لا تضجر من المطبات الهوائية والحفر الشاعرية في شوارع المدينة لان ذلك اتهام صارخ لملائكة السماء بالتهاون في عملها لا تسأل عن مصير معاملاتك الرسمية حتى لو فقدت أو ألقيت في محفظة المهملات لان هذا طعن في عصمة موظفي الدولة رض لا تشتكي من انقطاع التيار الكهربائي لان هذا يمثل إساءة لسمعة الصناعات البلاستيكية ولا يمثل دعما للمنتوجات الوطنية لا تتذمر من تأخر مرتبك الشهري أو السنوي وقلته لأن هذا يعتبر تشكيكاً في نزاهة لجنة اليانصيب الوطني أطع الاوامر والتعليمات وأنت مغلق الفم ومغمض العينين لا تجادل بائع الخضار ولا السائق المبالغ بعض الشيء في أجرة النقل. وبالتالي سوف تحصل على باقة رائعة من الطغاة والجبابرة قدمها لأطفالك في طبق من خضوع مع قليل من البصل والبقدونس وبالهناء والشفاء.