الديمقراطية بين إسفين الحقيقة والتمني

الديمقراطية بين إسفين الحقيقة والتمني

هل من الممكن إن نحقق ديمقراطية حقيقية في ظل انعدام الأمن وسيادة العناصر الإجرامية وفي ظل الهرج والمرج وغياب سلطة القانون أقول بالتأكيد لا فنحن نبحث أولا عن امن مجتمع أو مجتمع آمن خالي من العنف القائم على زوابع طائفية ومذهبية .مجتمع يكون فيه القانون هوا لسيد الأكبر ليحاسب المسيء مهما كانت سلطته في الدولة وبدون محسوبية لأحد على حساب الآخر . الديمقراطية تعني احترام حرية الفرد بما لا يتجاوز على حقوق فرد آخر أو فئة أخرى .
ونحن لا نريد أن نستورد الديمقراطية الغربية الخالية من المحتوى حتى أصبحت عندهم تساوي فرقعة تعلو في الهواء ولا تلبث أن يخبو وهجها شيئا فشيئا ...
فالديمقراطية عظيمة المعنى فرغها الغرب من معناها بعد أن انهارت باسمها اصغر وحدة بناء وهي الأسرة حيث تمرد الولد على أبيه والبنت على أهلها باسم الحرية وتفككت الأسر وانهار المجتمع الغربي بدليل كثرة العيادات النفسية عندهم هذا النموذج الغربي يجب أن يكون في أذهاننا بل يجب أن نستفيد من أخطاء الديمقراطية الغربية ولا ننشيء مسخ منها ومحافظتنا على تقاليدنا لا تمنع أن ننشيء ديمقراطيتنا العربية وفيها كل الحريات واحترام الذات الآخر ومحافظتنا على أسرنا واحترام الكبير منا .
ولا يمكن أن نبني ديمقراطيتنا الخاصة دون أن نبدأ ببناء افكارالانسان أولا وتهذيب أفكاره وترويضها ونبذ الخزين المتراكم من التعجرف والنرجسية عند أي منا فالديمقراطية تحتاج إلى تدريب عملي وباستمرار حتى يعتاد الفرد الذي يتمتع بسلطة على التعامل مع الموظف الأقل منه بكل موضوعية وعملية ونتقبل الآخر الذي يذكرنا بعيوبنا .
فالديمقراطية أو حرية الفرد قائمة بالأساس على ترويض النفس على الاحترام ..ولنا في ديمقراطية الرسول (ص) أسوة حسنة في الدولة العربية الإسلامية التي أسس بها القوانين وكان صوت الصغير مسموعا فيها قبل الكبير .فإذا أرادت الأمم أن تتقدم فلا بد لها من أن تدوس على الجهل بكل أنواعه وتفاصيله وتمارس الديمقراطية على المحك العملي تحت مظلة القانون والمجتمع الآمن .

بكل تاكيد لا يمكن تحقيق الديمقراطية بانعدام الامن والاستقرار
وكذلك اتلديمقراطية الموجودة عندنا هي ديمقراطية مقنعة
الف شكر