قالت:
أحبك يا هوى قلبي الجديد
محفورة في خافقي كالنقش
يا حبي الفريد
يا توأم الأحلام و الأوهام
والإلهام والتهيام والفجر البعيد
ألهبت عالميَ المكبّل بالجمود
وحطمت بالحب القيود
وبعثت في قلبي العميد
قوافل الآمال
تضرب في الدروب الشائكة
وصرختُ فوق دفاتري
فوق الحروف التائقة
إني بحبك هالكة
لم تثنني عنك المنافي الحالكة
قالت:
أحبك صادقة
ولمستُ دفء حنينها
بين الحروف التائقة
وسمعت منها ألف ألف رسالة
ورواية
إني بدور العاشقة
في بحر حبك غارقة
وتئن من عبء الحروف الشائقة
كانت ترمم في فؤادي
منزلاًخربا
به بوم الأماني الناعقة
وبه بقايا لوحة لم يبق في جنباتها
إلا الخطوط الغامقة
وتشيد في روحي الجسور العالقة
يا ليتها
لو أنها
لم تلمس الناي المعلق في الزوايا الخانقة
نفضت عن الناي القديم غباره
شدّت على لحن اللقا أوتاره
قالت وقالت واثقة
إني أنا
وحدي لنايك عاشقة
قالت : أحبك
فاتكأت على كلام العارفين
لا شيء أقوى من هوى أنثى
وأبقى في سجل العاشقين
فأضفت في الناي القديم مرخّما
وترا جديدا
موسق الإيقاع في الحب الجديد
وطغى على اللحن الحزين
قالت أحبك
أوقفت في ساعتي بالحب
كل عقارب الزمن الممل
وألبست جسدي المسافر للغروب
عباءة من نشوة الأحلام
خيطت من حرير الميعة الأولى
مطرزة بألوان الشروق
فظننت أني قد حللت محلقا
في غير جسمي
خلت أن الكون ملكي
واتكأت على كلام العارفين
لاشيء أبقى
من هوى أنثى
وأنقى
في سجل العاشقين
ماذا سأفعل بعدما اكتمل البناءْ؟؟؟
طاب الغناءٌ وحبنا بلغ السماء
ما زلت متكئا على أنثى
تحبُّ كما ادّعت
وعلى يقين العارفين
حتى تبيّن حبّها
ما كان إلا أحرفا
جوفاء ضاع بريقها
وتحطمت مهزومة
كشف الزمان هباءها
ما عاد ذاك الشوق يحملها
إلي كنورس
ما زلت متكئا على أوتار نايٍ
شدها الحبُّ الجديد
ما زلت متكئا
كلامُ العارفين خرافةٌ
صارت تملُّ من الحديث عن الهوى
وتصد عن نايي الجديد
وأنا أرى موت الورود العاطرات
على الثرى
ما عاد قلب حبيبتي ملكي
فقد صدق الهوى
كذب الألى قالوا هوى الأنثى يدوم
ذهبت بدور بخافقي خلف الغيوم
ما زال في قلبي هواها ثائرا
وترنُّ في الوتر الجديد
إني أحبك
تؤام الروح الجديد