تذكره الى الموت
الحلقه الرابعه
منذ ان وضع ابو علي قدمه على ضهر السفينه وهو يشعر ان هناك شيئا سيحصل ...ما هو ؟
لا يدري.
كان خوفه
على ابنته زهراء وعلى العلويه زوجته خوفا كبيرا جدا هو ليس متاكد لماذا ؟
ولكنه .......خائف
كان< فارس> ابو علي قد قدم من ايران بعد
ان ذاق فيها ما ذاق مثل اغلب العراقيين هناك . نحن هنا لسنا بصدد بحث الاسباب . قرر ان يجمع امه ورضيعته وزوجته واولاده علي وزهراء ويذهب الى استراليا عله يجد هناك الامن والامان اللذي فقده منذ ان تسفر من بلده اللذي ولد وتربى به واحبه حد العشق <العراق> وهكذا حسم امره وقرر السفر بجواز مزور رتبه من منطقه في ايران تسمى <كوجه مروي> كانت معروفه بتزوير الجوازات العراقيه حتى من قبل الحكومه الايرانيه اللتي كانت تغظ الطرف عنهم لغرض ان يخرج العراقيون الى الخارج بعد ان يوقعوا في المطار على اللاعوده الى ايران مره اخرى ...لم يكن امامه غير هذا الطريق وكانت العقبه الوحيده امامه هي قلة المال اللازم ولكن وضع امله بالله وتوكل عليه وقال < الله يدبرها> وفعلا سافر الى اندونيسيا عن طريق ماليزيا ومر بكل ما مر به باقي المسافرين ووصل الى جاكارتا ووجد ان هناك سفينه جاهزه للسفر ولكن مشكلة المال وقفت حائل امام ان يسافروا مجتمعين فكان الاقتراح ان تسافر امه واخته الى زوجها الموجود في استراليا عن طريق سفره قديمه اولا ثم يدبر امره فيما بعد ليلحق بهم مع اولاده وزوجته فكان هذا الامر ولكن اضيف لهم ابنه علي لان <علاوي> متعلق بجدته جدا وكان مصر ان< يسافر> معها وامام اصراره ورغبة ام فارس بذلك وافق فارس ابو علي. وسافروا على ان يبعثوا له ما يستطيعون ان يبعثوه من استراليا من المساعدات اللتي سوف <تهل> عليهم من الحكومه الاستراليه الطيبه!!! ولكن هذا لم يحدث فقد حبسوا في كمب قذر مده طويله بعد ان وصلوا هناك بسلامه.. وعادت رحله البحث عن مهرب شريف يستطيع ان يسفر فارس ابو علي وزوجته وابنتهما زهراء ولكن بمبلغ بسيط هو كل ما تبقى لهم ... ولكن اللذي حصل ان المهرب الشريف رفض المبلغ القليل... وطالب بمبلغ اكبر , وبما ان فارس ابو علي لم يكن يملك المال الكافي قامت العلويه ام علي بمقابلة زوجة ابو قصي <العراقيه> علها تحن عليها بحكم ما بينهما من جنسيه مشتركه وتوسلت بها فما كان من زوجة ابو قصي الا ان طلبت من العلويه ام علي ان تعطيها الذهب الموجود عندها وهي ستقنع زوجها ان يساعدهم<الم اقل لكم ان العراقيين كانوا اقسى من الباقين على العراقيين اخوانهم!!!!> فكان ذلك ووافق ابو قصي على الذهب ثمنا من العلويه ام علي وهدية لزوجته واكراما لعينيها ... وبدؤا يجهزوا انفسهم للسفر ويشترون ما يستطيعون من اكل وشرب للطريق رغم ان المهرب الشريف قد جهز الاكل والشرب.. الا زهراء كانت دائمة السؤال عن اخيها علاوي لانها كانت تحبه جدا جدا لم تكن تتهنى باي اكله او لعبه او سفره الا وتتذكر علاوي وتتنغص له ان يكون معها وتتمنى ان تراه وتلعب معه ويعيدان معاايام طفولتهما البريئه وكانت تشتري لعب لها ولعلاوي حتى ملئت حقيبه صغيره بل انها كلما رات المجرم ابو قصي تساله <عمو اشوكت اتودينه يم اخوي علاوي > وكان يصبرها بلهجه مخلوطه بين العراقي والمصري اصبري اصبري ولكن الطفله تتوجه بنفس السؤال واكثر الحاح الى ابيها فارس ابوعلي بابا شوكت نروح
لاخوي علاوي ؟. كان السؤال ملحا جدا ولكن فارس ابو علي لا يملك اي اجابه؟؟!!
لقد كانت زهراء مليئه حيويه< وو كاحه > وهذا ما كان يقلق ابويها عليها وكانت كلما يطلب منها ابوها ان تهدا وتعقل وتتادب تطلب منه ان< يوديها > لعلاوي وهي تصير عاقله وتكعد وتسكت لذلك كان خائفا جدا عليها عندما صعدوا الى السفينه فقد كانت تضحك وتتشاقه وتعاكس الجميع بالرغم من انها كانت تجلس بحضن امها ولا تغادره وتضع جنطة علاوي بحضنها ولا تسمح لاي احد ان ياخذها منها ولكن ترى الى متى ستبقى الحقيبه بحضن زهراء ؟؟؟؟؟؟
وكانت مثل كل الاطفال دائما تطلب اكل وشرب <بابا جوعانه..بابا عطشانه... ولا تشعر بالامور اللتي بدات تسوء اكثر
بل انها رفضت ان تعطي الحقيبه اللتي في حضنها واللتي وضعت بها العاب علاوي لابيها عندما طلب منها ذلك كي يرميها بالبحر مع كل الحقائب رغم تاكيده لها انه سيشتري لعلاوي كل شئ حينما يصلوا الى استراليا.......
وما ان احست الطفله ان الامور تسير بشكل غير طبيعي بالسفينه حتى هدات
وطلبت من ابيها شئ غريب جدا
-بابا لا تعوفني انا خايفه كلش , لا تعوفني تعال اكعد يمي, لا تروح بابا, انه مو جوعانه , ولا عطشانه
..كلشي ماا ريد بس تعال يمي اني خايفه
فما كان من ابو علي الا ان احتضنها وبكى فهو لا يملك ان يفعل شئ فعادت زهراء واكملت حديثها وهي ترتجف بخوف كبير
بابا انت تدري ؟؟ اني صرت عا قله... كلشي ما اسوي اذا كتلي اكعدي اهنا اكعد ..اذا كتلي اكعدي اهناك -اكعد ...بس بويه انه ما اريد اموت.. بويه اني احبك ..واحب امي وعلاوي واريد اشوفه حتى اطيه الالعاب مالاته ... بس اذا تريد تاخذ الجنطه مال علاوي اخذها .. احنا نكدر نشتريله هوايه العاب من نوصل مو بويه ؟؟؟ >
ولم يلحق ابوها ان يجيب على السؤال فقد سبقه الموج وقلب كل شئ بثواني... وكان حديث زهراء مع ابيها اغاضه جدا جدا .. وغطس الكل الى قلب المحيط بقوه كبيره ثم عاد الموج ورفعهم الى اعلى بنفس القوه الكبيره اللتي غطسهم بها وما ان طفت زهراء على سطح الماء وبيدها جنطة علاوي حتى صرخت باعلى صوتها
- بابا بابا تعال بابا الحكلي الحكلي
سمع ابو علي صوتها في نفس الوقت اللذي شاهد فيه العلويه ام علي طفت فاحتار لمن يذهب اولا لينقذ ولكن العلويه كانت قد شربت من ماء البحر ما يجعلها ترمي بكل مافي بطنها من احشاء ثم تغطس مرة اخرى وتلاقي ربها راضية مرضيه ان شاء الله ...حاول ابو علي ان يصل لابنته زهراء بسرعه
- بويه زهوره بس حركي ايديج ورجليج وانه هسه جايج
-بويه ما اكدر ..انه يمكن رح اموت بويه
وجائت موجه لعينه فارقت بينهما وابعدت زهراء....... عن ابيها اكثر وغطست زهراء ولكنها عادت . قوة رغبتها بالحياة هي اللتي رفعتها مره اخرى الى اعلى فعادت زهراء تصرخ مره اخرى
- ها بويه وينك انت شو رحت بعيد عني
-لا بويه مو بعيد رح اوصل الج رح اوصل
- من مساع تكلي رح اوصل رح اوصل
-بويه مو الموجه هي اللي كاعد تبعدني عنج
-مو الدنيا صارت كلش ضلمه وبارده بويه والمطر المطر كلش قوي على راسي
-ميخالف بويه انه رح اوصلج رح اوصلج
-جا بويه انه بعد ما اتحمل يمكن رح اموت
-لا بويه لا لا تموتين.. بويه زهراء ..لا تموتين بويه.. ما اكدر على فراكج بويه... علاوي امتانيج شكله لو سالني وين زهوره.. بويه انت مو تردين تشتريله ملاعيب
لا جواب ..صمت رهيب ..كانت تعرف انها ستموت حاولت ان تبقى ..تمسكت بالحياه ولكنها ...ولكنها غادرت ...
وكل هذا الحديث لم تسمعه ابدا...... فقد غادرت زهوره الى عمق الاف الامتار غادرت زهراء لاحقة بامها العلويه بينما زوجة المهرب الشريف ابو قصي< العراقيه >عاشت تتمتع بالذهب اللذي اخذته ثمن تذكرة قطعتها للعلويه وابنتها الى الموت
بقي ابو علي لا يدري ماذا يفعل لقد فقد اغلى واعز ما يملك ابنته وزوجته الوفيه العلويه اللتي طلب منها ان تبرا له الذمه ان كان قد اذاها في شئ بالرغم من انه كان يعزها ولم يؤذيها ابدا
مسك ابو علي خشبه كان قد قطعها من بقايا السفينه المنكوبه وبقي ممسكا بها ويدور بها بين الامواج بل هي اللتي تدور به بين الامواج اللتي ما برحت تعاركه... حتى تعب من البحث عن جثث زوجته وابنته زهوره.. وشعر انه لوحده وسط هذا المحيط الرهيب لان الموج المجنون صار يفرق ويلم حسب راحاته فمرة يشعر انه بين مجموعه من الناجين ومره يشعر انه بعيد عنهم ولا يسمع لهم اي صوت .... مرت عليه ساعات عصيبه بين الذهول والبرد والمطر والخوف والموج المجنون .......حتى غفى !!!!! نعم غفى على تلك الخشبه ظانا انه الوحيد اللذي نجى.. ومرت عليه الساعات الرهيبه دون ان يشعر بها وكان الله اراد ان يهون عليه الوقت ....ولم يصحو الا على صوت سفينه اقتربت .. واقتربت.. و ما هي الا دقائق والكشافات والبروجكترات اشتعلت!! وكان اصحاب السفينه يعلمون ان هناك كارثه حصلت.. وكانهم يبحثون عن ناجين .. وعادت الاصوات ترتفع حيث ان كل من بقي على قيد الحياة شاهدها وصار الكل يصرخ ويثير الانتباه حسب رؤيته الخاصه فهناك من كان يصرخ
هيلب هيلب .... ومنهم من كان يكبر ومنهم من يصرخ نحن هنا وهكذا وكان فارس ابو علي يكبر ويكبر .... ولكن بلا جدوى لانها دقائق وعادت السفينه مصطحبتا الطراد البوليسي اللذي كان معها وعادت من حيث اتت !!!!!! من اقرب نقطه لها على ارض الامن والامان
وخابت الامال وعاد الياس يخيم على الكل ولكن لا ياس من رحمة الله
ماهي الا ساعات قليله اخرى حتى تنفس الفجر واصبحت الدنيا.. ولكن بلا احباب واهل واخوه ..ومر الوقت وعاد صوت اخر للقدوم ولكن هذه المره من اجل الانقاذ فعلا واقتربت سفينه صيد اندونيسيه جائت للانقاذ تبحث عن ناجين بعد ان رات الحقائب اللتي رمى بها المسافرين في اول محاوله للنجاة
جاؤوا وهم غير متاكدين ان كان هناك اي ناجين فالمنطقه خطره جدا و يعيش بها انواع كثيره من اسماك القرش الخطره جدا ولا يصلها احد
وقرروا ان ينقذوا الناجين ولا ينقلوا اي جثه حسب تعليمات الحكومه الاندونيسيه اللتي اتصل بها البحاره بعد ان اكتشفوا الكارثه
وبدا الصيادين الاندونيسين بانقاذ الناجين ونجى من نجى
ونجى ابو علي ولكن بقيت غصه بقلبه لن ينساها ابدا
وهي انه لم يستطيع ان يرسل زهوره يم علاوي
وسيساله علاوي .....بويه ..جا وين زهوره
ولنا عوده اخرى