المراة والضمير الرقيب
خلق الانسان كائن متناقض من الخير والشر والحب والكره والخوف والحزن واللامبالاة وحب كل ماهو مزين من الدنيا وللوصول الى غايته تلك اصطدم مع اخيه الانسان في دقائق الحياة اليومية وكثرت المجادلات والمشاكل والتعقيدات.والمرأة باعتبارها احد القطبين في الحياة مع الرجل وباعتبارها الاضعف(في الناحية الجسمانية والعضلية فقط )والاكثر تخلفا وجهلا بسبب الظلم الذي عانت وتعاني منه فهي الاقل حظا بالتعلم والاكثر حظا بالتخلف فكانت المراة اكثر خطا و كانت النظرة تحوطها من كل جانب وتحسب عليها ادق التفاصيل ودائما نجد المراة تحت المجهر سلوكها مدان من قبل المجتمع اذا زلت او مالت فما هو اكثر ضابط للانسان في تصرفاته واكبر رادع له عن الخطأ ؟؟
هل هو سلطة القانون ؟
ام تربية الاهل؟
ام الخوف من المجتمع والعادات والتقاليد العشائرية؟
ام انه الدين بمعنى تطبيق التعاليم المحمدية والاسلامية والايمان بها؟
فأذا كانت سلطة القانون هي السور الذي يحمي الفرد عموما والمراة خصوصا من سطوة الانسان ويصون الكرامة ويرصد العقوبة لكل تعدي على حقوق الغير ابتداءا من اصغر الجرائم فلماذا لم نسمع عن قانون يعاقب جريمة الخداع مثلا؟؟؟وهي مسألة مهمة لها آثارفبسبب الخداع كانت اول جريمة في التاريخ حينما خدع ابليس ابوينا واخرجهما من الجنة.!!!اما تربية الاهل فهي الحصن الحصين والزرع يبدأ ببذرة تنمو وتكبر في النفس عبر السنين ولكن سيطرة الاهل لا تلبث ان تتلاشى عند سن معين يبدأ بخروج الطفل الى المدرسة والاختلاط بأصدقاء واناس جدد . والثابت علميا عند علماء الاجتماع ان المراهقة هي مرحلة كسر القيود والتمرد على الاهل . اما تأثير المجتمع فهو تاثير محدود أي انه يأثر على الانسان او المراة خصوصا ما دامت في الجماعة والعيون المراقبة من الاهل والجيران اما الدين فهو الرادع والمراقب القوي الممثل بالضمير الحارس الامين على تصرفات الانسان ويعد الضمير من اهم الروادع واكثرها فاعلية في التاثير في سلوك الانسان بل وبناء الانسان من جديد وتحفيزه لاظهار انسانيته تجاه المجتمع والضمير يحيا بالدين وكثرة الوعظ والارشاد فكلما كان العامل الديني اقوى كانت كان الضمير اكثر حزما وشدة في محاسبة النفس البشرية ومحاولة تهذيب الذات وهو يعمل عمل النابض الذي ينتفض بشدة في حالة الخطأ ويهدأ ويسكن في حالة ارضاء الضمير ويتوهج ويمتدح الذات في القيام بالاعمال الحسنة . والضمير القوي يؤرق صاحبة من النوم في حالة الخطأ وحث الرسول الاعظم على ذلك حينما قال ليس منا من ينم ولم يحاسب نفسه خيرها وشرها . والشر نوعان ظاهر ملموس وباطن محسوس بمعنى ان الخطأ يبدأ بفكرة ثم تنفذ بعمل ظاهر . ولهذا فالدين شرع عقوبة للتفكير بالخطأ كعقوبة الغيبة الباطنة وهي مجرد التفكير بعيوب الاخرين والنيل منهم لما لها من اثر في بناء قاعدة كره بالنفس ومعالجة الجذور الخفية واجتثاث البراعم الخبيثة فكان الدين ولايزال يهتم بتنظيم حياة الفرد في المجتمع بأدق التفاصيل وبتشعبات العلاقات فهناك ذكر دقيق ومبسط لاعقد المسائل وهناك عقوبة مقابلة لكل ذنب وثواب لكل عمل صالح وعبثا حاول الانسان البحث عن حلول اخرى ممكن ان تكون رادعة فلم يفلح الا بالحل الرباني الذي يقوم على مبدا الثواب والعقاب وينفرد الدين بخاصية انه يدفع الانسان ان لا يعاود الكرة بل وان يقوًم من تصرفاته ويبني منه انسان محب للخير لا يحمل عداءا للمجتمع الانسي . وعلمنا ديننا الكف عن اذى الناس واحقاق الحق واكثار الفعل الطيب والحث على مساعدة الغير وهذه امور اكتشفتها الثورة الفرنسية التي يعتبرونها مؤسسة حقوق الانسان في العالم الغربي وهي جاءت بعد قرون من تبشير محمد (ص )بها . وهي القائمة على الحق والعدل والمساواة وهي مباديء اسلامية تعتبر عندنا من اصول الدين .وهناك سؤال هل من الممكن تطبيع الضمير على الخطأ ؟؟ هذه الحالة اشبه باجهاض المباديء ووأد القيم وكتم صرخات الحق .فالضمير يضمر ولا يموت قال تعالى (فذكر فان الذكرى تنفع المؤمنيين).فصدق الله وصدق رسوله منقذ البشرية من ظلام الجهل والتخلف الى نور الايمان والحق والعدل.